|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#151 |
نائب المدير العام
![]()
انثــــــــى العطور..}~
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() بالأحمرِ فقـَـط
في كل مكان في الدفتر إسمك مكتوب بالأحمر حبك تلميذ شيطان .. يتسلى بالقلم الأحمر يرسم أسماكا من ذهب ونساء .. من قصب السكر وهنودا حمرا .. وقطارا .. ويحرك آلاف العسكر يرسم طاحونا ، وحصانا .. يرسم طاووسا يتبختر وامرأة يرسم .. عارية .. ولها ثديان من المرمر يرسم عصفورا من نار مشتعل الريش ، ولا يحذر وقوارب صيد ، وطيورا .. وغروبا وردي المئزر يرسم بالورد والياقوت ويترك جرحا في الدفتر حبك رسام مجنون .. لا يرسم إلا .. بالأحمر ، ويخربش فوق جدار الشمس ولا يرتاح ، ولا يضجر ويصور عنترة العبسي ويصور عرش الإسكندر ما كل قياصرة الدنيا؟ . ما دمت معي .. فأنا القيصر |
![]()
أحبـك وكفى ❤
![]() |
![]() |
#152 |
نائب المدير العام
![]()
انثــــــــى العطور..}~
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
يَدي
جزءاً من يدي جزءاً من انسيابها من جوها الماطر من سحابها .. كأنما في لحمها ، حفرت .. في أعصابها .. أصبحت جزءا من يدي ، أراك في عروقها ، في غيمها الازرق ، في ضبابها أراك في هدوئها أراك في اضطرابها ، في حزنها ، في صمتها الطويل ، في اكتئابها أراك في الدمع الذي .. يقطر من أهدابها أراك يا حبيبتي .. على يدي نائمة .. كطفلة نامت على كتابها .. أصبحت جزءاً من يدي إسمك مكتوب على أبوابها وجهك مرسوم على ترابها .. تذكري كم مرة .. لعبت بالثلج على هضابها وضعت كالنجمة في أعشابها .. كم مرة .. دفأت كفيك على أحطابها لا .. لست جزءاً من يدي . أنت يدي بشمسها .. وبحرها .. وطهرها .. وكفرها .. ونثرها .. وشعرها ، وحبك المحفور ، بالسكين .. في أعصابها |
![]() |
![]() |
#153 |
نائب المدير العام
![]()
انثــــــــى العطور..}~
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
قصة خلافاتنا
برغم .. برغم خلافاتنا .. برغم جميع قراراتنا .. بأن لانعود .. برغم العداء .. برغم الجفاء .. برغم البرود .. برغم انطفاء ابتساماتنا .. برغم انقطاع خطاباتنا .. فثمة سر خفي .. يوحد مابين أقدارنا .. ويدني مواطئ أقدامنا .. ويفنيكِ فيّ .. ويصهر نار يديكِ بنار يديّ .. برغم جميع خلافاتنا .. برغم اختلاف مناخاتنا .. برغم سقوط المطر .. برغم استعادة كل الهدايا .. وكل الصور .. برغم الإناء الجميل .. الذي قلت عنه.. انكسر ..برغم رتابة ساعاتنا .. برغم الضجر ..فلا زلت أؤمن أن القدر .. يصر على جمع أجزائنا .. ويرفض كل اتهاماتنا .. برغم خريف علاقاتنا .. برغم النزيف بأعماقنا ..وإصرارنا .. على وضع حد لمأساتنا .. بأي ثمن .. برغم جميع ادعاءاتنا .. بأنيَ لن .. وأنكِ لن .. فإني أشك بإمكاننا .. فنحن برغم خلافاتنا .. ضعيفان في وجه أقدارنا .. شبيهان في كل أطوارنا .. دفاترنا .. لون أوراقنا .. وشكل يدينا .. وأفكارنا .. فحتى نقوش ستاراتنا .. وحتى اختيار اسطواناتنا .. دليل عميق .. على أننا .. رفيقا مصير .. رفيقا طريق .. برغم جميع حماقاتنا |
![]() |
![]() |
#154 |
نائب المدير العام
![]()
انثــــــــى العطور..}~
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
الحَسْناء والدّفتَر
قالت : أتسمح أن تزين دفتري .. بعبارةٍ أو بيت شعرٍ واحد بيت ٍ أخبئه بليل ضفائري و أريحه كالطفل فوق و سائدي قل ما تشاء فإن شعرك شاعري أغلى و أروع من جميع قلائدي ذات المفكرة الصغيرة .. أعذري ما عاد ماردك القديم بمارد من أين ؟ أحلى القارئات أتيتني .. أنا لست أكثر من سراج خامد أشعاري الأولى .. أنا أحرقتها ورميت كل مزاهري وموائدي أنت الربيع .. بدفئه و شموسه . ماذا سأصنع بالربيع العائد ؟ لا تبحثي عني خلال كتابتي شتان ما بيني وبين قصائدي أنا أهدم الدنيا ببيتٍ شاردٍ و أعمر الدنيا ببيتٍ شارد بيدي صنعت جمال كل جميلةٍ و أثرت نخوة كل نهدٍ ناهد أشعلت في حطب النجوم حرائقاً وأنا أمامك كالجدار البارد كتبي التي أحببتها و قرأتها ليست سوى ورقٍ .. وحبرٍ جامد لا تُخدعي ببروقها ورعودها فالنار ميتةٌ بجوف مواقدي سيفي أنا خشبٌ .. فلا تتعجبي إن لم يضمك ، يا جميلة ، ساعدي إني أحارب بالحروف و بالرؤى ومن الدخان صنعت كل مشاهدي شيدت للحب الأنيق معابداً .. وسقطت مقتولاً .. أمام معابدي .. قزحية العينين .. تلك حقيقتي هل بعد هذا تقرأين قصائدي ؟ |
![]() |
![]() |
#155 |
نائب المدير العام
![]()
انثــــــــى العطور..}~
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
القصيدة البحرية
في مرفأ عينيك الأزرق أمطار من ضوء مسموع وشموس دائخة .. وقلوع ترسم رحلتها للمطلق في مرفأ عينيك الأزرق شباك بحري مفتوح وطيور في الأبعاد تلوح .. تبحث عن جزر لم تخلق في مرفأ عينيك الأزرق يتساقط ثلج في تموز ومراكب حبلى بالفيروز أغرقت الدنيا ولم تغرق في مرفأ عينيك الأزرق أركض كالطفل على الصخر .. أستنشق رائحة البحر .. وأعود كعصفور مرهق في مرفأ عينيك الأزرق أحلم بالبحر وبالإبحار وأصيد ملايين الأقمار وعقود اللؤلؤ والزنبق في مرفأ عينيك الأزرق تتكلم في الليل الأحجار في دفتر عينيك المغلق من خبأ آلاف الأشعار ؟ لو أني .. لو أني .. بحار لو أحد يمنحني زورق أرسيت قلوعي كل مساء في مرفأ عينيك الأزرق |
![]() |
![]() |
#156 |
نائب المدير العام
![]()
انثــــــــى العطور..}~
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
لو كنت في مدريد
لو كنت في مدريد في رأس السنة كنا سهرنا وحدنا في حانة صغيرة ليس بها سوانا تبحث في ظلامها عن بعضها يدانا كنا شربنا الخمر في اوعية الخشب .. كنا اخترعنا - ربما - جزيرة .. أحجارها من الذهب .. أشجارها من الذهب .. تتوجين فيها اميرة لو كنت في مدريد في رأس السنة كنا راينا .. كيف في اسبانيا .. أيتهاالصديقة الاثيرة تشتعل الحرائق الكبيرة .. في الاعين الكبيرة .. كيف تنام الوردة الحمراء في الضفيرة كنا عرفنا لذة الضياع في الشوارع وجوهنا تحت المطر ثيابنا تحت المطر كنا رأينا في مغارات الغجر .. كيف يكون الهمس بالاصابع .. والبوح والعتاب بالمشاعر . وكيف للحب هنا .. طعم البهار اللاذع .. لو كنت في مدريد في رأس السنة كنا ذهبنا آخر الليل للكنيسة .. كنا حملنا شمعنا وزيتنا .. لسيد السلام والمحبة كنا شكونا حزننا اليه .. كنا أرحنا رأسنا لديه .. لعله في السنة الجديدة .. ايتها الحبيبة البعيدة .. يجمعني اليك بعد غربة في منزل جدرانه محبة .. وخبزه محبة لو كنت في مدريد في رأس السنة .. كنا ملأنا المدخنة .. عرائسا ملونة . لطفلة دافئة العيون .. نعيش ياحبيبي بوهمها .. من قبل أن تكون نبحث ياحبيبتي عن اسمها من قبل ان تكون كنا صنعنا تختها الصغير من ظنون تختا من الاحلام .. والقطيفة الملونة .. تنام فيها - ربما - بعد سنة . لو كنت في مدريد في رأس السنة |
![]() |
![]() |
#157 |
نائب المدير العام
![]()
انثــــــــى العطور..}~
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
لن تُطفِئي مَجدِي
ثَرْثَرْتِ جدّاً.. فاتْرُكيني شيءٌ يُمَزِّقُ لي جبيني أنا في الجحيم، وأنتِ لا تَدرينَ ماذا يَعتريني لنْ تفهمي معنى العَذابِ بريشتي.. لن تفهميني عَمياءُ أنتِ .. ألم تَرَيْ قلبي تَجمَّعَ في عُيوني؟ ماتَ الحنينُ .. أتسمعينَ؟ ومُتِّ أنتِ مع الحنينِ لا تسأليني.. كيف قِصَّتُنَا انْتَهتْ، لا تَسأليني هي قصَّةُ الأعصاب، والأفْيونِ والدمِ.. والجنونِ مَرَّتْ.. فلا تَتَذكَّري وجهي.. ولا تتذكَّريني إنْ تُنكِريها.. فاقرَأي تاريخَ سُخفْكِ .. في غُضُوني * أمريضةَ الأفكارِ.. يأبى الليلُ أن تستضعفيني لنْ تُطْفِئي مجدي على قَدَحٍ.. وضمَّةِ ياسمينِ إن كان حُبُّكِ.. أن أعيشَ على هُرائكِ.. فاكرهيني.. * حَاولتِ حرقي.. فاحْترقتِ بنار نفسكِ.. فاعذريني لا تطلبي دَمْعي، أنا رَجُلٌ يعيشُ بلا جُفُونِ مَزَّقْتِ أجملَ ما كتبتُ وغِرْتِ حتى من ظُنُوني وكسرتِ لوحاتي، وأضرمتِ الحرائقَ في سُكُوني وكرِهتني .. وكرهتِ فَنَّاً كنتُ أُطعمهُ عيوني ورأيتني أهَبُ النُجومَ محبَّتي فوقفتِ دُوني حاولتُ أن أعطيكِ من نفسي، ومن نور اليقينِ فسخرتِ من جُهدي، ومن ضرباتِ مطرقتي الحَنون وبقيتِ – رغم أناملي- طيناً تراكمَ فوق طينِ لا كُنتِ شيئاً .. في حسابِ الذكرياتِ، ولَنْ تَكُوني * شَفَتي سأقطعها.. ولَنْ أمشي إليكِ على جبيني.. |
![]() |
![]() |
#158 |
نائب المدير العام
![]()
انثــــــــى العطور..}~
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
إلى نَهْدَيْن مَغروُرَيْن
عندي المَزيدُ من الغُرُورِ .. فلا تَبيعيني غُرُورَا إنْ كنتُ أرضى أن أُحِبَّكِ.. فاشْكُري المولى كثيرا.. منْ حُسن حَظِّكِ.. أَنْ غَدَوْتِ حبيبتي.. زَمَناً قصير فأنا نفختُ النارَ فيكِ.. وكُنتِ قَبْلي زَمْهَريرا.. وأنا الذي أَنْقَذْتُ نَهْدَكِ من تَسَكُّعِهِ.. لأجعَلَهُ أميرا.. وأدَرْتُهُ.. لولا يدايَ .. أكان نهدُكِ مُسْتديرا؟ وأنا الذي حَرَّضتُ حَلْمَتَكِ الجبانةَ كي تَثُورا وأنا الذي .. في أرضكِ العَذْراءِ.. ألقيتُ البُذُورا فتفجَّرتْ.. ذَهَباً، وأطفالاً، ويَاقُوتاً مُثيرا * مِنْ حُسْنِ حَظِّكِ.. أن تُحِبِّيني ولو كذِباً وزُورا.. فأنا بأشعاري فَتَحتُ أمامكِ البَابَ الكبيرا وأنا دَلَلْتُ على أُنوثتِكِ .. المراكبَ والطُيُورا وجَعَلْتُ منكِ مليكةً ومَنَحْتُكِ التاجَ المُرصَّعَ ، والسريرا حَسْبي غُرُوراً أنَّني علَّمتُ نَهْدَيكِ الغُرُورا فَلْتَشْكُري المولى كثيرا.. أنِّي عَشِقْتُكِ ذاتَ يومٍ.. اشْكُري المولى كثيرا.. |
![]() |
![]() |
#159 |
نائب المدير العام
![]()
انثــــــــى العطور..}~
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
نَهْدَاكِ
سَمْرَاءُ.. صبِّي نهدَكِ الأسمرَ في دُنْيَا فَمِي نَهْدَاكِ نَبعَا لذَّةٍ حمراءَ تُشعِلُ لي دمي مُتمردانِ على السماء، على القميص المُنْعَمِ صَنَمانِ عاجيَّانِ... قد ماجا ببحرٍ مُضْرَمٍ صَنَمانِ.. إنِّي أَعْبُدُ الأصنامَ رَغْمَ تَأثُّمي فُكِّي الغِلالةَ.. واحْسِري عن نَهْدِكِ المُتضَرمِ لا تكبتي النارَ الحبيسةَ، وارتعاشَ الأعظُمِ نارُ الهوى، في حَلْمَتيكِ، أكُولةٌ كجهنَمِ خَمْريَّتانِ.. احْمَرَّتا بلظى الدمِ المُتَهَجِّمِ.. مَحْرُوقَتَانِ.. بشهوةٍ تبكي، وصَبْرٍ مُلْجَمِ * نَهْداكِ وحشيَّان.. والمصباحُ مَشْدوهُ الفمِ والضوءُ مُنْعكسٌ على مَجرى الحليبِ المُعتِمِ وأنا أمُدُّ يدي.. وأسْرُقُ من حُقُول الأنْجُمِ والحَلْمَةُ الحمقاءُ.. ترصُدُني بظِفْرٍ مُجْرِمٍ وتَغُطُّ إصْبَعَها وتغمسُها بحبرٍ من دمي.. يا صلبَةَ النَهْدَيْنِ.. يأبى الوهمُ أن تَتَوهَّمي نَهْداكِ أجملُ لوحَتَينِ على جدارِ المَرْسَمِ.. كُرَتَانِ من زَغَب الحرير، من الصَبَاح الأكرمِ فتقدَّمي، يا قِطَّتي الصُغْرَى، إليَّ تقدَّمي.. وتحرَّري ممَّا عليكِ.. وحَطِّمي.. وتَحَطَّمي.. * مَغْرُورةََ النَهْدَينِ.. خَلِّي كبرياءَكِ وانْعَمي بأصابعي ، بزوابعي ، برُعُونتي ، بتَهَجُّمي فغداً شبابُكِ ينْطَفي مثلَ الشُعَاع المُضْرَمِ وغداً سيذوي النَهْدُ والشَفَتَانِ منكِ.. فأقدِمي وتَفَكَّري بمصير نهدكِ.. بعدَ موتِ المَوْسِمِ لا تَفْزعي.. فاللَّثمُ للشُعَرَاء غيرُ مُحَرَّمِ فُكِّي أسيرَيْ صدركِ الطِفْلَيْنِ.. لا.. لا تظلمي نَهْداكِ ما خلِقا للثمِ الثوبِ.. لَكنْ.. للفمِ مَجنونةٌ مَنْ تحجبُ النهدين.. أو هي تحتمي مَجنونةٌ.. من مَرَّ عهدُ شبابِها لم تُلْثَمِ.. * .. وجَذَبْتُ منها الجسمَ، لم تَنْفُرْ ولم تتكَلَّمِ مخمورةٌ.. مالتْ عليَّ بقدِّها المُتَهَدِّمِ وَمَضَتْ تُعلِّلُني بهذا الطافرِ المُتَكَوِّمِ وتقولُ في سُكْرٍ ، مُعَرْبِدَةً ، بأرشق مبسمِ "يا شاعري.. لم أَلقَ في العشرينَ مَنْ لم يُفْطَمِ.." |
![]() |
![]() |
#160 |
نائب المدير العام
![]()
انثــــــــى العطور..}~
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
البرتقالة
1 يُقشِّرُني الحبُّ كالبُرْتُقَالةِ.. يفتحُ في الليل صدري، ويتركُ فيهِ: نبيذاً، وقمحاً، وقنديلَ زيتْ ولا أتذكَّرُ أنّي انْذَبَحتُ ولا أتذكَّرتُ أني نَزَفْتُ ولا أتذكّرُ أنّي رأيتْ.. 2 يبعثرني الحبُّ مثلَ السحابةِ، يُلغي مكانَ الولادةِ، يُلغي سنينَ الدراسةِ، ييُلغي الإقامةَ، يُلغي الدِيانةَ، يُلغي الزواجَ، الطلاقَ ، الشهودَ ، المحاكمَ.. يسحبُ منِّي جوازَ السَفَرْ.. ويغسلُ كلَّ غُبار القبيلةِِ عنِّي ويجعلني.. من رعايا القَمَرْ.. 3 يُغيِّرُ حُبُّكِ طقسَ المدينةِ، ليلَ المدينةِ، تغدو الشوارعُ عيداً من الضوء تحت رَذّاذ المَطَرْ وتغدو الميادينُ أكثرَ سحرا ويغدو حمامُ الكنائس يكتبُ شِعْرا ويغدو الهوى في مقاهي الرصيف أشدَّ حماساً، وأطولَ عمرا.. وتضحكُ أكشاكُ بيع الجرائدِ حين تراكِ.. تجيئينَ بالمعطفِ الشَتَويِّ إلى الموعد المنتظَرْ.. فهل صدفةٌ أن يكونَ زمانُكِ مرتبطاً بزمانِ المَطَرْ؟.. 4 يُعلِّمني الحبُّ ما لستُ أعلمُ، يكشفُ لي الغيبَ، يجترحُ المعجزاتْ ويفتَحُ بابي ويدخُلُ.. مثلَ دخول القصيدة، مثلَ دخول الصلاةْ.. وينثرني كعبير المانوليا بكلِّ الجهاتْ ويشرحُ لي كيف تجري الجداولُ، كيف تموجُ السنابلُ، كيف تُغنِّي البلابلُ والقُبَّراتْ ويأخُذ مني الكلامَ القديمَ، ويكتُبُني بجميع اللُّغَاتْ.. 5 يقاسمني الحبُّ نصفَ سريري.. ونصفَ طعامي، ونصفَ نبيذي، ويسرق منِّي الموانئَ والبحرَ، يسرقُ منِّي السفينَهْ وينقُرُ كالديكِ وجهَ الشراشفِ، يصرخُ فوق قباب المساجدِ.. يصرخُ فوقَ سطوح الكنائسِ.. يوقظُ كلَّ نساءِ المدينَهْْ.. يعلّمني الحبُّ كيف تكونُ القصائدُ مائيَّةَ اللونِ، كيف تكون الكتابةُ بالياسمينْ.. وكيف تكون قراءةُ عينيكِ.. عَزْفاً جميلاً على المانْدُولينْ ويأخذني من يدي.. ويُريني بلاداً نهودُ جميلاتها من نحاسٍ.. وأجسادُهُنَّ مزارعُ بُنٍّ.. وأعيُنُهُنَّ غناءُ فلامنكو حزينْ وحينَ أقولُ: تعبتُ يمدُّ عباءتَهُ تحت رأسي ويقرأ لي ما تيسَّرَ من سورةِ الصابرينْ 7 يفاجئني الحبُّ مثلَ النُبُوءة حين أنامْ ويرسمُ فوق جبيني هلالاً مضيئاً، وزوجَ حَمَامْ يقولُ: تكلَّمْ!! فتجري دموعي، ولا أستطيعُ الكلامْ يقولُ: تألَّمْ!! أُجيبُ: وهل ظلَّ في الصدر غيرُ العظامْ يقولُ: تعلَّمْ!! أجاوبُ: يا سيِّدي وشفيعي أنا منذُ خمسينَ عاماً أحاولُ تصريف فعل الغرامْ ولكنني في دروسي جميعاً رسبتُ فلا في الحروب ربحتُ.. ولا في السلامْ.. |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
موسوعة, نزار, شعر, قباني |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
|
|