|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||||||||||||
|
||||||||||||||
![]() ![]() حين أحبك
يتغيَّرُ – حينَ أُحِبُّكِ – شكلُ الكرة الأرضيَّهْ.. تتلاقى طُرق العالم فوق يديْكِ.. وفوقَ يَدَيَّهْ يتغيَّرُ ترتيبُ الأفلاكْ تتكاثرُ في البحر الأسماكْ ويسافرُ قَمَرٌ في دورتي الدَمَوِيَّهْ يتغيَّرُ شَكْلي: أُصبحُ شَجَراً.. أُصبحُ مَطَراً.. أُصبِحُ أسودَ، داخلَ عينٍ إسبانيَّهْ.. *** تتكوَّنُ – حينَ أُحبّكِ- أَوديَةٌ وجبالْ تزدادُ ولاداتُ الأطفالْ تتشكَّلُ جُزرٌ في عينيكِ خرافيَّهْ.. ويشاهدُ أهلُ الأرضِ كواكبَ لم تخطُرْ في بالْ ويَزيدُ الرزق، يزيدُ العشقُ، تزيدُ الكُتُبُ الشِعريَّهْ.. ويكونُ اللهُ سعيداً في حجْرَتِهِ القَمَريَّهْ.. تتحضَّرُ – حينَ أُحبّكِ- آلافُ الكَلماتْ تتشكَّلُ لغةٌ أخرى.. مُدُنٌ أُخرى.. أُمَمٌ أُخرى.. تُسرِعُ أنفاسُ الساعاتْ ترتاحُ حروفُ العَطْف.. وتَحْبَلُ تاءاتُ التأنيثِ.. وينبتُ قمحٌ ما بين الصَفَحَاتْ وتجيءُ طيورٌ من عينيكِ.. وتحملُ أخباراً عسليَّهْ وتجيءُ قوافلُ من نهديكِ.. وتحملُ أعشاباً هنديَّهْ يتساقطُ ثَمَرُ المانغو.. تشتعلُ الغاباتْ وتَدُقُّ طُبُولٌ نُوبِيَّهْ.. *** يمتلئُ البحرُ الأبيضُ - حينَ أُحِبُّكِ- أزهاراً حمراءْ وتلوحُ بلادٌ فوق الماءْ وتغيبُ بلادٌ تحت الماءْ يتغيَّرُ جلدي.. تخرجُ منهُ ثلاثُ حماماتٍ بيضاءْ وثلاثُ ورودٍ جُوريَّهْ تكتشفُ الشمسُ أنوثَتَها.. تَضَعُ الأقراطَ الذهبيَّهْ ويهاجرُ كلُّ النحل إلى سُرَّتكِ المنسيَّهْ وبشارع ما بين النهدينْ.. تتجمَّعُ كلُّ المَدَنِيَّهّْ.. يستوطنُ حزنٌ عبَّاسيٌّ في عينيكِ.. وتبكي مُدُنٌ شِيعيَّهْ وتلوحُ مآذنُ من ذَهَبٍ وتُضيءُ كُشُوفٌ صوفيَّهْ وأنا الأشواقُ تُحوِّلني نَقْشاً.. وزخارفَ كُوفيَّهْ أتمشّى تحت جسور الشَعْر الأسودِ، أَقرأُ أشعاري الليليَّهْ أَتَخَيَّلُ جُزُراً دافئةً ومراكبَ صيدٍ وهميَّهْ تحمل لي تبغاً ومحاراً.. من جُزُر الهند الشرقيَّهْ.. *** يتخلَّصُ نهدُكِ - حينَ أُحِبُّكِ – من عُقْدَتِهِ النفسيَّهْ يتحوَّلُ برقاً. رعداً. سيفاً. عاصفةً رمليَّهْ.. تَتَظَاهرُ - حينَ أُحِبُّكِ – كلُّ المُدُنِ العربيَّهْ تتظاهر ضدَّ عصور القَهرِ، وضدَّ عصور الثأر، وضدَّ الأنظمة القبليَّهْ.. وأنا أتَظَاهرُ - حينَ أُحِبُّكِ – ضدَّ القبح، وضدَّ ملوكِ الملحِ، وضدَّ مؤسَّسة الصحراءْ.. ولسوفَ أَظَلَّ أُحِبُّكِ حتى يأتي زَمَنُ الماءْ... ولسوفَ أَظَلَّ أُحِبُّكِ حتى يأتي زَمَنُ الماءْ... ![]() ![]()
أحبـك وكفى ❤
|
![]() |
#2 |
نائب المدير العام
![]()
انثــــــــى العطور..}~
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
أُحبّك.. أُحبّك.. والبقية تأتي
حديثُكِ سُجَّادةٌ فارسيَّهْ.. وعيناكِ عُصفوتانِ دمشقيّتانِ.. تطيرانِ بين الجدار وبين الجدارْ.. وقلبي يسافرُ مثل الحمامة فوقَ مياه يديكِ، ويأخُذُ قَيْلُولةً تحت ظلِّ السِّوارْ.. وإنِّي أُحبُّكِ.. لكنْ أخافْ التورُّطَ فيكِ، أخافُ التوحُّدَ فيكِ، أخافُ التقمُّصَ فيكِ، فقد علَّمتْني التجاربُ أن أتجنَّب عشقَ النساءِ، وموجَ البحارْ.. أنا لا أناقش حبَّكِ.. فهو نهاري ولستُ أناقشُ شمسَ النهارْ أنا لا أناقش حبَّكِ.. فهو يقرِّرُ في أيِّ يوم سيأتي.. وفي أيَّ يومٍ سيذهبُ.. وهو يحدّدُ وقتَ الحوارِ، وشكلَ الحوارْ.. *** دعيني أصبُّ لكِ الشايَ، أنتِ خرافيَّةُ الحسن هذا الصباحَ، وصوتُكِ نَقْشٌ جميلٌ على ثوب مراكشيَّهْ وعِقْدُكِ يلعبُ كالطفل تحت المرايا.. ويرتشفُ الماءَ من شفة المزهريَّهْْ دعيني أصبُّ لكِ الشايَ، هل قلتُ إنِّي أُحبُّكِ؟ هل قلتُ إنِّي سعيدٌ لأنكِ جئتِ.. وأنَّ حضورَكِ يُسْعِدُ مثلَ حضور القصيدَهْ ومثلَ حضور المراكبِ، والذكرياتِ البعيدَهْْ.. *** دعيني أُترجمُ بعضَ كلام المقاعدِ وهي تُرحِّبُ فيكِ.. دعيني، أعبِّرُ عمّا يدورُ ببال الفناجينِ، وهي تفكّرُ في شفتيكِ.. وبالِ الملاعقِ، والسُكَّريَّهْ.. دعيني أُضيفُكِ حرفاً جديداً.. على أحرُفِ الأبجديَّهْ.. دعيني أُناقضُ نفسي قليلاً وأجمعُ في الحبّ بين الحضارة والبربريَّهْ.. *** - أأعجبكِ الشايُ؟ - هل ترغبينَ ببعض الحليبِ؟ - وهل تكتفينَ –كما كنتِ دوماً- بقطعةِ سُكَّرْ؟ - وأمّا أنا فأفضّلُ وجهكِ من غير سُكَّرْ.. .................................................. ............. .................................................. ............. .................................................. ............. أُكرّرُ للمرَّة الألفِ أنّي أُحبُّكِ.. كيف تريدينني أن أفسِّرَ ما لا يُفَسَّرْ؟ وكيف تريدينني أن أقيسَ مساحةَ حزني؟ وحزنيَ كالطفل.. يزدادُ في كلِّ يوم جمالاً ويكبرْ.. دعيني أقولُ بكلِّ اللغات التي تعرفينَ والتي لا تعرفينَ.. أُحبُّكِ أنتِ.. دعيني أفتّشُ عن مفرداتٍ.. تكون بحجم حنيني إليكِ.. وعن كلماتٍ.. تغطّي مساحةَ نهديكِ.. بالماء، والعُشْب، والياسمينْ دعيني أفكّرُ عنكِ.. وأشتاقُ عنكِ.. وأبكي، وأضحكُ عنكِ.. وأُلغي المسافةَ بين الخيال وبين اليقينْ.. *** دعيني أنادي عليكِ، بكلِّ حروف النداء.. لعلّي إذا ما تَغَرْغَرْتُ باسْمِكِ، من شفتي تُولدينْ دعيني أؤسّسُ دولةَ عشقٍ.. تكونينَ أنتِ المليكةَ فيها.. وأصبحُ فيها أنا أعظمَ العاشقينْ.. دعيني أقودُ انقلاباً.. يوطّدُ سلطةَ عينيكِ بين الشعوبِ، دعيني.. أغيّرُ بالحبِّ وجهَ الحضارةِ.. أنتِ الحضارةُ.. أنتِ التراث الذي يتشكّلُ في باطن الأرض منذ ألوف السنينْ.. *** أُحبُّكِ.. كيفَ تريديني أن أبرهنَ أنّ حضوركِ في الكون، مثل حضور المياهِ، ومثل حضور الشَجَرْ وأنّكِ زهرةُ دوَّار شمسٍ.. وبستانُ نَخْلٍ.. وأُغنيةٌ أبحرتْ من وَتَرْ.. دعيني أقولُك بالصمتِ.. حين تضيقُ العبارةُ عمّا أُعاني.. وحين يصيرُ الكلامُ مؤامرةً أتورّط فيها. وتغدو القصيدةُ آنيةً من حَجَرْ.. *** دعيني.. أقولُكِ ما بين نفسي وبيني.. وما بينَ أهداب عيني، وعيني.. دعيني.. أقولكِ بالرمزِ، إن كنتِ لا تثقينَ بضوء القمرْ.. دعيني أقولُكِ بالبَرْقِ، أو برَذَاذ المَطَرْ.. دعيني أُقدّمُ للبحر عنوانَ عينيكِ.. إن تقبلي دعوتي للسَفَرْ.. لماذا أُحبُّكِ؟ إنَّ السفينةَ في البحر، لا تتذكَّرُ كيف أحاط بها الماءُ.. لا تتذكَرُ كيف اعتراها الدُوارْ.. لماذا أُحبّكِ؟ إنَّ الرصاصةَ في اللحم لا تتساءلُ من أينَ جاءتْ.. وليست تُقدِّمُ أيَّ اعتذارْ.. *** لماذا أُحبُّكِ.. لا تسأليني.. فليسَ لديَّ الخيارُ.. وليس لديكِ الخيارْ.. |
![]() |
![]() |
#3 |
نائب المدير العام
![]()
انثــــــــى العطور..}~
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
تناقضات ن.ق الرائعة
1 وما بين حُبٍّ وحُبٍّ.. أُحبُّكِ أنتِ.. وما بين واحدةٍ ودَّعَتْني.. وواحدةٍ سوف تأتي.. أُفتِّشُ عنكِ هنا.. وهناكْ.. كأنَّ الزمانَ الوحيدَ زمانُكِ أنتِ.. كأنَّ جميعَ الوعود تصبُّ بعينيكِ أنتِ.. فكيف أُفسِّرُ هذا الشعورَ الذي يعتريني صباحَ مساءْ.. وكيف تمرّينَ بالبالِ، مثل الحمامةِ.. حينَ أكونُ بحَضْرة أحلى النساءْ؟. 2 وما بينَ وعديْنِ.. وامرأتينِ.. وبينَ قطارٍ يجيء وآخرَ يمضي.. هنالكَ خمسُ دقائقَ.. أدعوك ِ فيها لفنجان شايٍ قُبيلَ السَفَرْ.. هنالكَ خمسُ دقائقْ.. بها أطمئنُّ عليكِ قليلا.. وأشكو إليكِ همومي قليلا.. وأشتُمُ فيها الزمانَ قليلا.. هنالكَ خمسُ دقائقْ.. بها تقلبينَ حياتي قليلا.. فماذا تسمّينَ هذا التشتُّتَ.. هذا التمزُّقَ.. هذا العذابَ الطويلا الطويلا.. وكيف تكونُ الخيانةُ حلاًّ؟ وكيف يكونُ النفاقُ جميلا؟... 3 وبين كلام الهوي في جميع اللّغاتْ هناكَ كلامٌ يقالُ لأجلكِ أنتِ.. وشِعْرٌ.. سيربطه الدارسونَ بعصركِ أنتِ.. وما بين وقتِ النبيذ ووقتِ الكتابة.. يوجد وقتٌ يكونُ به البحرُ ممتلئاً بالسنابلْ وما بين نُقْطَة حِبْرٍ.. ونُقْطَة حِبْرٍ.. هنالكَ وقتٌ.. ننامُ معاً فيه، بين الفواصلْ.. 4 وما بين فصل الخريف، وفصل الشتاءْ هنالكَ فَصْلُ أُسَمِّيهِ فصلَ البكاءْ تكون به النفسُ أقربَ من أيِّ وقتٍ مضى للسماءْ.. وفي اللحظات التي تتشابهُ فيها جميعُ النساءْ كما تتشابهُ كلُّ الحروف على الآلة الكاتبهْ وتصبحُ فيها ممارسةُ الجنسِ.. ضرباً سريعاً على الآلة الكاتبَهْ وفي اللحظاتِ التي لا مواقفَ فيها.. ولا عشقَ، لا كرهَ، لا برقَ، لا رعدَ، لا شعرَ، لا نثرَ، لا شيءَ فيها.. أُسافرْ خلفكِ، أدخلُ كلَّ المطاراتِ، أسألُ كلَّ الفنادق عنكِ، فقد يتصادفُ أنَّكِ فيها... 5 وفي لحظاتِ القنوطِ، الهبوطِ، السقوطِ، الفراغ، الخِواءْ. وفي لحظات انتحار الأماني، وموتِ الرجاءْ وفي لحظات التناقضِ، حين تصير الحبيباتُ، والحبُّ ضدّي.. وتصبحُ فيها القصائدُ ضدّي.. وتصبحُ – حتى النهودُ التي بايعتْني على العرش- ضدّي وفي اللحظات التي أتسكَّعُ فيها على طُرُق الحزن وحدي.. أُفكِّر فيكِ لبضع ثوانٍ.. فتغدو حياتي حديقةَ وردِ.. 6 وفي اللحظاتِ القليلةِ.. حين يفاجئني الشعرُ دونَ انتظارْ وتصبحُ فيها الدقائقُ حُبْلى بألفِ انفجارْ وتصبحُ فيها الكتابةُ فِعْلَ انتحارْ.. تطيرينَ مثل الفراشة بين الدفاتر والإصْبَعَيْنْْ فكيف أقاتلُ خمسينَ عاماً على جبهتينْ؟ وكيفَ أبعثر لحمي على قارَّتين؟ وكيفَ أُجَاملُ غيركِ؟ كيفَ أجالسُ غيركِ؟ كيفَ أُضاجعُ غيركِ؟ كيفْ.. وأنتِ مسافرةٌ في عُرُوق اليدينْ... 7 وبين الجميلات من كل جنْسٍ ولونِ. وبين مئات الوجوه التي أقنعتْني .. وما أقنعتْني وما بين جرحٍ أُفتّشُ عنهُ، وجرحٍ يُفتّشُ عنِّي.. أفكّرُ في عصرك الذهبيِّ.. وعصرِ المانوليا، وعصرِ الشموع، وعصرِ البَخُورْ وأحلم في عصرِكِ الكانَ أعظمَ كلّ العصورْ فماذا تسمّينَ هذا الشعور؟ وكيفَ أفسِّرُ هذا الحُضُورَ الغيابَ، وهذا الغيابَ الحُضُورْ وكيفَ أكونُ هنا.. وأكونً هناكْ؟ وكيف يريدونني أن أراهُمْ.. وليس على الأرض أنثى سواكْ 8 أُحبُّكِ.. حين أكونُ حبيبَ سواكِ.. وأشربُ نَخْبَكِ حين تصاحبني امرأةٌ للعشاءْ ويعثر دوماً لساني.. فأهتُفُ باسمكِ حين أنادي عليها.. وأُشغِلُ نفسي خلال الطعامْ.. بدرس التشابه بين خطوط يديْكِ.. وبينَ خطوط يديها.. وأشعرُ أني أقومُ بِدَوْر المهرِجِ... حين أُركّزُ شالَ الحرير على كتِفَيْها.. وأشعرُ أني أخونُ الحقيقةَ.. حين أقارنُ بين حنيني إليكِ، وبين حنيني إليها.. فماذا تسمّينَ هذا؟ ازدواجاً.. سقوطاً.. هروباً.. شذوذاً.. جنوناً.. وكيف أكونُ لديكِ؟ وأزعُمُ أنّي لديها.. |
![]() |
![]() |
#4 |
نائب المدير العام
![]()
انثــــــــى العطور..}~
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
الأنُوثة
1 يذوبُ الحنانُ بعينيكِ مثلَ دوائر ماءْ يذوبُ الزمانُ، المكانُ، الحقولُ، البيوتُ، البحارُ، المراكبُ، يسقطُ وجهي على الأرض مثلَ الإناءْ وأحملُ وجهي المكسَّرِ بين يديَّ.. وأحلُمُ بامرأةٍ تشتريهِ.. ولكنَّ من يشترونَ الأواني القديمةَ، قد أخبروني بأنّ الوجوهَ الحزينةَ لا تشتريها النساءْ *** 2 وصلنا إلى نقطة الصِفْرِ.. ماذا أقولُ؟ وماذا تقولينَ؟ كلُّ المواضيع صارتْ سواءْ.. وصارَ الوراءُ أَمَاماً.. وصار الأَمَامُ وراءْ.. وصلنا إلى ذروة اليأس.. حيث السماءُ رصاصٌ.. وحيثُ العناقُ قِصاصٌ.. وحيثُ ممارسةُ الجنس، أقسى جزاءْ.. *** 3 تُحِبِّين.. أو لا تُحِبِّينَ.. إنَّ القضيَّةَ تعنيكِ أنتِ على أيٍِّ حالْ فلستُ أجيدُ القراءةَ في شفتيكِ.. لكي أتنبَّأ في أيِّ وقتٍ.. سينفجرُ الماءُ تحت الرمالْ وفي أيِّ شهرٍ تكونينَ أكثرَ عُشْباً.. وأكثرَ خِصْباً.. وفي أيِّ يومٍ تكونينَ قابلةً للوصالْ *** 4 تُريدينَ.. أو لا تُريدينَ.. إنَّ الأنوثةَ من علم ربّي.. ولو كنتُ أملكُ خارطةَ الطقس، كنتُ قرأتكِ سطراً.. فسطراً وبرّاً.. وبحراً.. ونهداً.. وخصراً.. وكنتُ تأكّدتُ من أيِّ صوبٍ. تهبُّ رياحُ الجنوبِ، ومن أيِّ صَوْبٍ، تهبُّ رياحُ الشمالْ وكنتُ اكتشفتُ طريقي إلى جُزُر التبغ، والشاي، والبرتُقَالْ.. *** تُحِبِّين.. أو لا تُحِبِّينَ.. إنَّ السنينَ، الشهورَ، الأسابيعَ، تمرقُ كالرمل من راحَتَيْنَا.. أحاولُ تفسيرَ هذا التشابه في الحزنِ في نظرتَيْنَا. أحاولُ تفسيرَ هذا الخرابِ.. الذي يتراكمُ شيئاً.. فشيئاً على شَفَتَيْنَا.. أحاولُ أن أتذكَّرَ عصرَ الكلام الجميلْ وعصرَ المياهِ وعصرَ النخيلْ أحاولُ ترميمَ حبِّكِ.. رغمَ اقتناعي بأنَّ التصاقَ الزُجَاجِ المكسَّرِ ضربٌ من المستحيلْ.. *** تجيئينَ .. أو لا تجيئينَ.. إنَّ القضيَّةَ لا تستحقُّ الوقوفَ لديها طويلاً.. ولا تستحقُّ الغَضَبْ.. لقد أَصبحَ الماءُ مثلَ الخَشَبْ لقد أَصبحَ الماءُ مثلَ الخَشَبْ وكلُّ النساء اللواتي دخلنَ حياتي أَتَيْنَ.. ورُحْنَ.. بغير سَبَبْ!! |
![]() |
![]() |
#5 |
نائب المدير العام
![]()
انثــــــــى العطور..}~
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
سأبدأ من أول السطر
سأَبدأُ من أَوَّلِ السطر.. إن كنتِ تعتقدينْ بأنيِّ سقطتُ أمام التحدّي الكبيرْ!! سأَبدأُ من أوَّلِ الخَصْر.. إن كنتِ تعتقدينْ بأنِّي تلعثمتُ، مثل التلاميذ، فوق السريرْ.. سأبدأ من قِمّة الصدر.. إن كنتِ تعتقدينْ بأنّي تصرّفتُ كالأغبياءْْ أمام دموع المرايا.. وشكوى الحريرْ.. سأبدأُ من شفتيكِ نزولاً.. إذا كنتِ تخشينَ من غربة الليل والزمهريرْ سأَبدأُ من قَدَمَيْكِ صعوداً.. إذا كان لا بدَّ لي أن أموتَ.. لأَربَحَ هذا الرهانَ الكبيرْ!! |
![]() |
![]() |
#6 |
نائب المدير العام
![]()
انثــــــــى العطور..}~
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
يوميّات مريض ممنوع من الكتابة
1 ممنوعةٌ أنتِ من الدخول، يا حبيبتي ، عَلَيَّهْ.. ممنوعةٌ أن تلمسي الشراشفَ البيضاءَ، أو أصابعي الثلجيَّهْ ممنوعةٌ أن تجلسي.. أو تهمسي.. أو تتركي يديكِ في يَديَّهْ ممنوعةٌ أن تحملي من بيتنا في الشامْ.. سرْباً من الحَمَامْ أو فُلَّةً.. أو وردةً جُوريَّهْ.. ممنوعةٌ أن تحملي لي دُمْيَةً أحضُنُها.. أو تقرأي لي قصّةَ الأقزام، والأميرةِ الحسناء، والجنيَّهْ. ففي جناح مرضى القلب يا حبيبتي.. يصادرونَ الحبَّ، والأشواقَ ، والرسائلَ السريَّهْ.. 2 لا تَشْهَقي .. إذا قرأتِ الخَبَرَ المثيرَ في الجرائد اليوميَّهْ قد يشعرُ الحصانُ بالإرهاق يا حبيبتي حينَ يدقُّ الحافرَ الأوّلَ في دمشقْ والحافرَ الآخرَ في المجموعة الشمسيَّهْ.. 3 تَمَاسَكي.. في هذه الساعات يا حبيبتي فعندما يقرّرُ الشاعرُ أن يثقبَ بالحروفِ.. جِلْدَ الكُرَة الأرضيَّهْ. وأن يكونَ قلبُهُ تُفّاحةً يقضُمُهَا الأطفالُ في الأزِقّة الشعبيَّهْ.. وعندما يحاول الشاعرُ أن يجعل من أشعارِهِ أرغِفَةً.. يأكُلُها الجياعُ للخبز وللحُريَّهْ فلن يكونَ الموتُ أمراً طارئاً.. لأنَّ من يكتبُ يا حبيبتي.. يحملُ في أوراقه ذبْحَتَهُ القلبيَّهْ.. 4 أرجوكِ أن تبتسمي.. أرجوكِ أن تبتسمي.. يا نَخْلَةَ العراق، يا عصفورةَ الرصافة الليليَّهْ فَذّبْحةُ الشاعر ليستْ أبداً قضيَّةً شخصيَّهْ أليسَ يكفي أنني تركتُ للأطفال بعدي لغةً وأنني تركتُ للعُشّاق أبجديَّهْ.. 5 أغطِيتي بيضاءْ.. والوقتُ، والساعاتُ، والأيَّامُ كلُّهَا بيضاءْ وأوجُهُ الممرضات حولي كُتُبٌ أوراقُهَا بيضاءْ فهل من الممكن يا حبيبتي؟ أن تضعي شيئاً من الأحمر فوق الشفة الملساءْ فمنذ شهرٍ وأنا.. أحلُمُ كالأطفال أن تزورَني فَرَاشةٌ كبيرةٌ حمراءْ.. 6 أَطلب أقلاماً فلا يعطونني أقلامْ... أطلبُ أيَّامي التي ليس لها أيَّامْ أسألُهمْ برشامةً تُدخلني في عالم الأحلامْ حتى حبوبُ النوم قد تعوَّدتْ مثلي على الصحو.. فلا تنامْ.. 7 إن جِئتني زائرةً.. فحاولي أن تلبسي العقودَ، والخواتمَ الغريبةَ الأحجارْ وحاولي أن تلبسي الغابات والأشجارْ.. وحاولي أن تلبسي قبّعةً مفرحةً كمعرض الأزهارْ فإنّني سئمتُ من دوائر الكِلْسِ.. ومن دوائر الحَوَّارْ.. 8 ما يفعلُ المشتاقُ يا حبيبتي في هذه الزنزانة الفرديَّه وبيننا الأبوابُ ، والحُرَّاسُ، والأوامرُ العُرْفيَّهْ.. وبيننا أكثرُ من عشرين ألفَ سنةٍ ضوئِيَّهْ.. ما يفعلهُ المشتاقُ للحُبِّ، وللعزف على الأنامل العاجيَّهْ والقلب لا يزالُ في الإقامة الجبريَّهْ.. 9 لا تَشْعُري بالذنْبِ يا صغيرتي.. لا تشْعُري بالذَنْبْ.. فإنَّ كلَّ امرأةٍ أحببتُها.. قد أورثَتْني ذبحةً في القلب.. 10 وصيَّةُ الطبيب لي: أن لا أقولَ الشعرَ عاماً كاملاً.. ولا أرى عينيكِ عاماً كاملاً.. ولا أرى تحوُّلاتِ البحر في العين البنفسجيَّه الله.. كم تُضْحِكُني الوصيَّهْ.. |
![]() |
![]() |
#7 |
نائب المدير العام
![]()
انثــــــــى العطور..}~
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
100 رسالة حُبّ (1)-(10)
(1) أريد أن أكتب لك كلاماً لا يُشبهُ الكلامْ وأخترع لغةً لكِ وحدكِ أفصّلها على مقاييس جسدك ومساحةِ حبّي. * أريدُ أن أسافرَ من أوراق القاموس وأطلبَ إجازةً من فمي. فلقد تعبتُ من استدارة فمي أريدُ فماً آخر.. يستطيع أن يتحوّل متى أرادْ إلى شجرة كَرَز أو علبة كبريت أريد فماً جديداً تخرج منه الكلماتْ كما تخرج الحوريّات من زَبَد البحر وكما تخرج الصيصَانُ البيضاء من قبَّعة الساحر.. * خذُوا جميعَ الكتب التي قرأتُها في طفولتي خذُوا جميع كراريسي المدرسيّة خذوا الطباشيرَ.. والأقلامَ.. والألواحَ السوداءْ.. وعلّموني كلمةً جديدة أُعلّقها كالحَلَقْ في أُذُن حبيبتي * أريدُ أصابعَ أخرى.. لأكتبَ بطريقةٍ أخرى فأنا أكرهُ الأصابعَ التي لا تطول .. ولا تقصر كما أكرهُ الأشجار التي لا تموت .. ولا تكبر أريد أصابعَ جديدة.. عاليةً كصوراي المراكبْ وطويلةً ، كأعناق الزرافاتْ حتى أفصّل لحبيبتي قميصاً من الشِعرْ.. لم تلبسه قبلي. أريدُ أن أصنع لكِ أبجديّة غيرَ كلّ الأبجدياتْ. فيها شيء من إيقاع المطرْ وشيء من غبار القمرْ وشيء من حزن الغيوم الرماديّة وشيء من توجّع أوراق الصفصاف تحت عَرَبات أيلول. * أريد أن أهديكِ كنوزاً من الكلماتْ لم تُهْدَ لامرأةٍ قبلك.. ولنْ تُهْدَى لامرأةٍ بعدكْ. يا امرأةً.. ليس قَبْلَها قَبْلْ وليس بَعْدَها بَعْدَ * أريدُ أن أعلَّم نهديْكِ الكسوليْنْ كيف يُهجِّيان اسمي.. وكيف يقرءان مكاتيبي أريدُ .. أن أجعلكِ اللغة.. (2) نهارَ دخلتِ عليَّ في صبيحة يومٍ من أيام آذارْ كقصيدةٍ جميلةٍ .. تمشي على قَدَمَيْها دخلت الشمسُ معك.. ودخل الربيعُ معك.. كان على مكتبي أوراقٌ.. فأورقَتْ وكان أمامي فنجانُ قهوة فشربني قبل أن أشربه وكان على جداري لوحةٌ زيتية وكان على جداري لوحةٌ زيتية لخيول تركض.. فتركتْني الخيولُ حين رأتكِ وركضتْ نحوك.. * نهارَ زُرتني.. في صبيحة ذلك اليوم من آذارْ حدثتْ قشعريرةٌ في جسد الأرض وسقَطَ في مكان ما.. من العالم وسقَطَ في مكان ما.. من العالم نيزكٌ مشتعلْ.. حسبه الأطفال فطيرةً محشوةً بالعسلْ.. وحسبتهُ النساء.. سواراً مرصَّعاً بالماسْ.. وحسبه الرجال.. من علامات ليلة القدْرْ.. * وحين نزعتِ معطفكِ الربيعيّ وجلستِ أمامي.. فراشةً تحمل في أحقابها ثيابَ الصيف.. تأكّدتُ أن الأطفال كانوا على حقّ.. والنساء كُنَّ على حقّ.. والرجال كانوا على حقّ.. وأنّكِ.. شهيّةٌ كالعسلْ.. وصافيةٌ كالماسْ.. ومذهلةٌ كليلة القدرْ... (3) عندما قلتُ لكِ : "أُحبّكِ". كنتُ أعرف.. أنني أقود انقلاباً على شريعة القبيلة وأقرع أجراسَ الفضيحة كنتُ أريد أن أستلم السلطة لأجعلَ غابات العالم أكثرَ ورقاً وبحارَ العالم أكثرَ زرقةً وأطفالَ العالم أكثرَ براءة. كنتُ أريد.. أن أُنهي عصرَ البربريَّة وأقتلَ آخر الخلفاء كان في نيّتي _عندما أحببتكِ_ أن أكسر أبوابَ الحريم وأنقذَ أثداءَ النساء.. من أسنان الرجال.. وأجعلَ حَلَمَاتهنّ ترقصُ في الهواء مبتهجة كحبّات الزعرور الأحمر.. عندما قلتُ لكِ: "أُحبّكِ". كنتُ أعرف.. أنني أخترع أبجديةً جديدة لمدينةٍ لا تقرأ.. وأنشد أشعاري في قاعة فارغة وأقدّم النبيذ لمن لا يعرفون نعمة السُكْرْ. * عندما قلتُ لكِ: "أُحبّكِ" كنتُ أعرف.. أن المتوحّشين سيتعقبونني بالرماح المسمومة.. وأقواس النشّاب. وأنّ صُوَري.. ستُلصَق على كلّ الحيطان وأنَّ بَصَماتي.. ستوزَّع على كلَّ المخافر وأن جائزةً كبرى.. ستُعطى لمن يحمل لهم رأسي ليُعلّقَ على بوّابة المدينة كبرتقالةٍ فلسطينية.. عندما كتبتُ اسمكِ على دفاتر الورد.. كنتُ أعرف.. أنّ كلَّ الأُميّين سيقفون ضدّي وكلَّ آلِ عثمان.. ضدّي وكلَّ الدراويش .. والطرابيش .. ضدّي. وكلّ العاطلين بالوراثة عن ممارسة الحبّ .. ضدّي وكلَّ المرضى بوَرَم الجنس.. ضدّي.. عندما قرّرتُ أن أقتلَ آخر الخلفاءْ وأُعلنَ قيامَ دولةٍ للحبّ.. تكونين أنتِ مليكتَها.. كنتُ أعرف.. أنَّ العصافير وحدَها.. ستعلنُ الثورةَ معي.. (4) حين وزَّع اللهُ النساءَ على الرجالْ وأعطاني إيَّاكِ.. شعرتُ.. أنّه انحاز بصورة مكشوفة إليّْ وخالفَ كلَّ الكتب السماويّة التي ألَّفها فأعطاني النبيذ ، وأعطاهم الحنطة ألبسني الحرير، وألبسهم القطن أهدى إليَّ الوردة وأهداهم الغصن.. * حين عَرَّفني اللهُ عليكِ.. وذهب إلى بيته فكَّرتُ .. أن أكتب له رسالة على ورقٍ أزرقْ وأضعها في مُغلّفٍ أزرقْ وأغسلها بالدمع الأزرقْ أبدؤها بعبارة: يا صديقي كنتُ أريد أن أشكرَهُ لأنّه اختاركِ لي.. فاللهُ _ كما قالوا لي _ لا يستلم إلا رسائلَ الحب. ولا يجاوب إلا عليها.. * حين استلمتُ مكافأتي ورجعتُ أحملك على راحة يديا كزهرة مانوليا بستُ يدَ الله.. وبستُ القمر والكواكب واحداً .. واحداً وبستُ الجبال .. والأودية وأجنحة الطواحين بستُ الغيومَ الكبيرة والغيومَ التي لا تزال تذهب إلى المدرسة بستُ الجُزُرَ المرسومة على الخرائط والجُزُرَ التي لا تزال بذاكرة الخرائط بستُ الأمشاط التي ستتمشّطين بها والمرايا .. التي سترتسمين عليها.. وكلَّ الحمائم البيضاء.. التي ستحمل على أجنحتها جهازَ عرسك.. (5) لم أكُنْ يوماً ملِكاً ولم أنحدر من سلالات الملوكْ غير أن الإحساسَ بأنّكِ لي.. يعطيني الشعورَ بأنني أبسط سلطتي على القارات الخمسْ وأسيطر على نزوات المطر، وعَرَبات الريح وأمتلك آلافَ الفدادين فوق الشمس.. وأحكم شعوباً .. لم يحكمها أحدٌ قبلي.. وألعب بكواكب المجموعة الشمسية.. كما يلعب طفلٌ بأصداف البحر... لم أكنْ يوماً مَلِكاً ولا أريدُ أن أكونه غيرَ أن مُجرَّدَ إحساسي بأنّكِ تنامين في جوف يدي.. كلؤلؤة كبيرة.. في جوف يدي.. يجعلني أتوهَّم.. بأنّني قيصر من قياصرة روسيا أو أنّني.. كسرى أنو شروانْ.. (6) لماذا أنتِ؟ لماذا أنتِ وحدك؟ من دون جميع النساء تغيِّرين هندسةَ حياتي وإيقاعَ أيّامي وتتسلّلين حافيةً.. إلى عالم شؤوني الصغيرة وتُقفلين وراءكِ الباب.. ولا أعترض.. * لماذا؟ أُحبّكِ أنتِ بالذاتْ وأنتقيكِ أنتِ بالذاتْ وأسمح لكِ.. بأن تجلسي فوق أهدابي تُغنّين، وتُدخّنين، وتلعبين الورق.. ولا أعترض. * لماذا ؟ تشطبينَ كلَّ الأزمنة وتوقفين حركةَ العصور وتغتالين في داخلي جميعَ نساء العشيرة واحدة .. واحدة.. ولا أعترض * لماذا؟ أعطيكِ، من دون جميع النساء مفاتيحَ مُدُني التي لم تفتح أبوابَها.. لأيّ طاغية ولم ترفع راياتها البيضاء.. لأيّة امرأة.. وأطلب من جنودي أن يستقبلوك بالأناشيد والمناديل.. وأكاليل الغار.. وأبايعكِ.. أمامَ جميع المواطنين وعلى أنغام الموسيقى، ورنين الأجراس أميرةً مدى الحياة.. (7) علّمتُ أطفالَ العالم كيف يهجّون اسمكِ.. فتحولت شفاهُهُم إلى أشجار توتْ. أصبحتِ يا حبيبتي.. في كُتُب القراءة ، وأكياس الحلوى. خبأتُكِ في كلمات الأنبياء ونبيذ الرهبان.. ومناديل الوداع رسمتكِ على نوافذ الكنائس ومرايا الحُلُم.. وخشب المراكب المسافرة.. أعطيتُ أسماكَ البحر.. عنوانَ عينيكِ فنسيتْ عناوينها القديمة أخبرتُ تجّار الشرق.. عن كنوز جسدك.. فصارت القوافل الذاهبةُ إلى الهند لا تشتري العاج إلا من أسواق نهديك.. أوصيتُ الريحَ أن تمشّط خصلات شعرك الفاحم فاعتذرتْ.. بأنَّ وقتها قصيرْ.. وشعركِ طويلْ.. (8) من أنتِ يا امرأة؟ أيّتها الداخلة كالخنجر في تاريخي أيّتها الطيّبة كعيون الأرانب والناعمة كوَبَر الخوخة أيتها النقيّة، كأطواق الياسمين والبريئة كمرايل الأطفال.. أيتها المفترسة كالكلمة.. أُخرجي من أوراق دفاتري أُخرجي من شراشف سريري.. أُخرجي من فناجين القهوة وملاعق السُكَّرْ.. أُخرجي من أزرار قمصاني وخيوط مناديلي.. أخرجي من فرشاة أسناني ورغوة الصابون على وجهي أخرجي من كلّ أشيائي الصغيرة حتى أستطيع أن أذهب إلى العمل... (9) إني أُحبّكِ.. ولا ألعبُ معكِ لعبةَ الحبّ ولا أتخاصم معكِ كالأطفال على أسماكِ البحر سمكة حمراء لكِ.. وسمكة زرقاء لي.. خذي كلَّ السمك الأحمر والأزرقْ وظلّي حبيبتي.. خذي البحرَ ، والمراكبَ ، والمسافرين. وظلّي حبيبتي.. إنني أضع جميع ممتلكاتي أمامك.. ولا أفكر في حساب الربح والخسارة.. ربّما .. لم يكن عندي أرصدة في البنوك ولا آبار بترول أتغرغر بها.. وتستحمّ فيها عشيقاتي.. ربّما .. لم تكن عندي ثروة آغاخان.. ولا جزيرةٌ في عرض البحر كأوناسيس فأنا لستُ سوى شاعر.. كلُّ ثروتي.. موجودةٌ في دفاتري وفي عينيكِ الجميلتينْ.. (10) رماني حبُّكِ على أرض الدهشة هاجمني.. كرائحة امرأةٍ تدخل إلى مصعدْ.. فاجأني.. وأنا أجلس في المقهى مع قصيدة نسيتُ القصيدة.. فاجأني.. وأنا أقرأُ خطوطَ يدي نسيتُ يدي.. داهمني كديكٍ متوحّش لا يرى.. ولا يسمع إختلط ريشُه بريشي إختلطتْ صيحاتُه بصيحاتي فاجأني.. وأنا قاعدٌ على حقائبي أنتظر قطارَ الأيام.. نسيتُ القطارْ.. ونسيتُ الأيّامْ.. وسافرتُ معكِ.. إلى أرض الدهشة.. |
![]() |
![]() |
#8 |
نائب المدير العام
![]()
انثــــــــى العطور..}~
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
100 رسالة حُبّ (1)-(10)
(1) أريد أن أكتب لك كلاماً لا يُشبهُ الكلامْ وأخترع لغةً لكِ وحدكِ أفصّلها على مقاييس جسدك ومساحةِ حبّي. * أريدُ أن أسافرَ من أوراق القاموس وأطلبَ إجازةً من فمي. فلقد تعبتُ من استدارة فمي أريدُ فماً آخر.. يستطيع أن يتحوّل متى أرادْ إلى شجرة كَرَز أو علبة كبريت أريد فماً جديداً تخرج منه الكلماتْ كما تخرج الحوريّات من زَبَد البحر وكما تخرج الصيصَانُ البيضاء من قبَّعة الساحر.. * خذُوا جميعَ الكتب التي قرأتُها في طفولتي خذُوا جميع كراريسي المدرسيّة خذوا الطباشيرَ.. والأقلامَ.. والألواحَ السوداءْ.. وعلّموني كلمةً جديدة أُعلّقها كالحَلَقْ في أُذُن حبيبتي * أريدُ أصابعَ أخرى.. لأكتبَ بطريقةٍ أخرى فأنا أكرهُ الأصابعَ التي لا تطول .. ولا تقصر كما أكرهُ الأشجار التي لا تموت .. ولا تكبر أريد أصابعَ جديدة.. عاليةً كصوراي المراكبْ وطويلةً ، كأعناق الزرافاتْ حتى أفصّل لحبيبتي قميصاً من الشِعرْ.. لم تلبسه قبلي. أريدُ أن أصنع لكِ أبجديّة غيرَ كلّ الأبجدياتْ. فيها شيء من إيقاع المطرْ وشيء من غبار القمرْ وشيء من حزن الغيوم الرماديّة وشيء من توجّع أوراق الصفصاف تحت عَرَبات أيلول. * أريد أن أهديكِ كنوزاً من الكلماتْ لم تُهْدَ لامرأةٍ قبلك.. ولنْ تُهْدَى لامرأةٍ بعدكْ. يا امرأةً.. ليس قَبْلَها قَبْلْ وليس بَعْدَها بَعْدَ * أريدُ أن أعلَّم نهديْكِ الكسوليْنْ كيف يُهجِّيان اسمي.. وكيف يقرءان مكاتيبي أريدُ .. أن أجعلكِ اللغة.. (2) نهارَ دخلتِ عليَّ في صبيحة يومٍ من أيام آذارْ كقصيدةٍ جميلةٍ .. تمشي على قَدَمَيْها دخلت الشمسُ معك.. ودخل الربيعُ معك.. كان على مكتبي أوراقٌ.. فأورقَتْ وكان أمامي فنجانُ قهوة فشربني قبل أن أشربه وكان على جداري لوحةٌ زيتية وكان على جداري لوحةٌ زيتية لخيول تركض.. فتركتْني الخيولُ حين رأتكِ وركضتْ نحوك.. * نهارَ زُرتني.. في صبيحة ذلك اليوم من آذارْ حدثتْ قشعريرةٌ في جسد الأرض وسقَطَ في مكان ما.. من العالم وسقَطَ في مكان ما.. من العالم نيزكٌ مشتعلْ.. حسبه الأطفال فطيرةً محشوةً بالعسلْ.. وحسبتهُ النساء.. سواراً مرصَّعاً بالماسْ.. وحسبه الرجال.. من علامات ليلة القدْرْ.. * وحين نزعتِ معطفكِ الربيعيّ وجلستِ أمامي.. فراشةً تحمل في أحقابها ثيابَ الصيف.. تأكّدتُ أن الأطفال كانوا على حقّ.. والنساء كُنَّ على حقّ.. والرجال كانوا على حقّ.. وأنّكِ.. شهيّةٌ كالعسلْ.. وصافيةٌ كالماسْ.. ومذهلةٌ كليلة القدرْ... (3) عندما قلتُ لكِ : "أُحبّكِ". كنتُ أعرف.. أنني أقود انقلاباً على شريعة القبيلة وأقرع أجراسَ الفضيحة كنتُ أريد أن أستلم السلطة لأجعلَ غابات العالم أكثرَ ورقاً وبحارَ العالم أكثرَ زرقةً وأطفالَ العالم أكثرَ براءة. كنتُ أريد.. أن أُنهي عصرَ البربريَّة وأقتلَ آخر الخلفاء كان في نيّتي _عندما أحببتكِ_ أن أكسر أبوابَ الحريم وأنقذَ أثداءَ النساء.. من أسنان الرجال.. وأجعلَ حَلَمَاتهنّ ترقصُ في الهواء مبتهجة كحبّات الزعرور الأحمر.. عندما قلتُ لكِ: "أُحبّكِ". كنتُ أعرف.. أنني أخترع أبجديةً جديدة لمدينةٍ لا تقرأ.. وأنشد أشعاري في قاعة فارغة وأقدّم النبيذ لمن لا يعرفون نعمة السُكْرْ. * عندما قلتُ لكِ: "أُحبّكِ" كنتُ أعرف.. أن المتوحّشين سيتعقبونني بالرماح المسمومة.. وأقواس النشّاب. وأنّ صُوَري.. ستُلصَق على كلّ الحيطان وأنَّ بَصَماتي.. ستوزَّع على كلَّ المخافر وأن جائزةً كبرى.. ستُعطى لمن يحمل لهم رأسي ليُعلّقَ على بوّابة المدينة كبرتقالةٍ فلسطينية.. عندما كتبتُ اسمكِ على دفاتر الورد.. كنتُ أعرف.. أنّ كلَّ الأُميّين سيقفون ضدّي وكلَّ آلِ عثمان.. ضدّي وكلَّ الدراويش .. والطرابيش .. ضدّي. وكلّ العاطلين بالوراثة عن ممارسة الحبّ .. ضدّي وكلَّ المرضى بوَرَم الجنس.. ضدّي.. عندما قرّرتُ أن أقتلَ آخر الخلفاءْ وأُعلنَ قيامَ دولةٍ للحبّ.. تكونين أنتِ مليكتَها.. كنتُ أعرف.. أنَّ العصافير وحدَها.. ستعلنُ الثورةَ معي.. (4) حين وزَّع اللهُ النساءَ على الرجالْ وأعطاني إيَّاكِ.. شعرتُ.. أنّه انحاز بصورة مكشوفة إليّْ وخالفَ كلَّ الكتب السماويّة التي ألَّفها فأعطاني النبيذ ، وأعطاهم الحنطة ألبسني الحرير، وألبسهم القطن أهدى إليَّ الوردة وأهداهم الغصن.. * حين عَرَّفني اللهُ عليكِ.. وذهب إلى بيته فكَّرتُ .. أن أكتب له رسالة على ورقٍ أزرقْ وأضعها في مُغلّفٍ أزرقْ وأغسلها بالدمع الأزرقْ أبدؤها بعبارة: يا صديقي كنتُ أريد أن أشكرَهُ لأنّه اختاركِ لي.. فاللهُ _ كما قالوا لي _ لا يستلم إلا رسائلَ الحب. ولا يجاوب إلا عليها.. * حين استلمتُ مكافأتي ورجعتُ أحملك على راحة يديا كزهرة مانوليا بستُ يدَ الله.. وبستُ القمر والكواكب واحداً .. واحداً وبستُ الجبال .. والأودية وأجنحة الطواحين بستُ الغيومَ الكبيرة والغيومَ التي لا تزال تذهب إلى المدرسة بستُ الجُزُرَ المرسومة على الخرائط والجُزُرَ التي لا تزال بذاكرة الخرائط بستُ الأمشاط التي ستتمشّطين بها والمرايا .. التي سترتسمين عليها.. وكلَّ الحمائم البيضاء.. التي ستحمل على أجنحتها جهازَ عرسك.. (5) لم أكُنْ يوماً ملِكاً ولم أنحدر من سلالات الملوكْ غير أن الإحساسَ بأنّكِ لي.. يعطيني الشعورَ بأنني أبسط سلطتي على القارات الخمسْ وأسيطر على نزوات المطر، وعَرَبات الريح وأمتلك آلافَ الفدادين فوق الشمس.. وأحكم شعوباً .. لم يحكمها أحدٌ قبلي.. وألعب بكواكب المجموعة الشمسية.. كما يلعب طفلٌ بأصداف البحر... لم أكنْ يوماً مَلِكاً ولا أريدُ أن أكونه غيرَ أن مُجرَّدَ إحساسي بأنّكِ تنامين في جوف يدي.. كلؤلؤة كبيرة.. في جوف يدي.. يجعلني أتوهَّم.. بأنّني قيصر من قياصرة روسيا أو أنّني.. كسرى أنو شروانْ.. (6) لماذا أنتِ؟ لماذا أنتِ وحدك؟ من دون جميع النساء تغيِّرين هندسةَ حياتي وإيقاعَ أيّامي وتتسلّلين حافيةً.. إلى عالم شؤوني الصغيرة وتُقفلين وراءكِ الباب.. ولا أعترض.. * لماذا؟ أُحبّكِ أنتِ بالذاتْ وأنتقيكِ أنتِ بالذاتْ وأسمح لكِ.. بأن تجلسي فوق أهدابي تُغنّين، وتُدخّنين، وتلعبين الورق.. ولا أعترض. * لماذا ؟ تشطبينَ كلَّ الأزمنة وتوقفين حركةَ العصور وتغتالين في داخلي جميعَ نساء العشيرة واحدة .. واحدة.. ولا أعترض * لماذا؟ أعطيكِ، من دون جميع النساء مفاتيحَ مُدُني التي لم تفتح أبوابَها.. لأيّ طاغية ولم ترفع راياتها البيضاء.. لأيّة امرأة.. وأطلب من جنودي أن يستقبلوك بالأناشيد والمناديل.. وأكاليل الغار.. وأبايعكِ.. أمامَ جميع المواطنين وعلى أنغام الموسيقى، ورنين الأجراس أميرةً مدى الحياة.. (7) علّمتُ أطفالَ العالم كيف يهجّون اسمكِ.. فتحولت شفاهُهُم إلى أشجار توتْ. أصبحتِ يا حبيبتي.. في كُتُب القراءة ، وأكياس الحلوى. خبأتُكِ في كلمات الأنبياء ونبيذ الرهبان.. ومناديل الوداع رسمتكِ على نوافذ الكنائس ومرايا الحُلُم.. وخشب المراكب المسافرة.. أعطيتُ أسماكَ البحر.. عنوانَ عينيكِ فنسيتْ عناوينها القديمة أخبرتُ تجّار الشرق.. عن كنوز جسدك.. فصارت القوافل الذاهبةُ إلى الهند لا تشتري العاج إلا من أسواق نهديك.. أوصيتُ الريحَ أن تمشّط خصلات شعرك الفاحم فاعتذرتْ.. بأنَّ وقتها قصيرْ.. وشعركِ طويلْ.. (8) من أنتِ يا امرأة؟ أيّتها الداخلة كالخنجر في تاريخي أيّتها الطيّبة كعيون الأرانب والناعمة كوَبَر الخوخة أيتها النقيّة، كأطواق الياسمين والبريئة كمرايل الأطفال.. أيتها المفترسة كالكلمة.. أُخرجي من أوراق دفاتري أُخرجي من شراشف سريري.. أُخرجي من فناجين القهوة وملاعق السُكَّرْ.. أُخرجي من أزرار قمصاني وخيوط مناديلي.. أخرجي من فرشاة أسناني ورغوة الصابون على وجهي أخرجي من كلّ أشيائي الصغيرة حتى أستطيع أن أذهب إلى العمل... (9) إني أُحبّكِ.. ولا ألعبُ معكِ لعبةَ الحبّ ولا أتخاصم معكِ كالأطفال على أسماكِ البحر سمكة حمراء لكِ.. وسمكة زرقاء لي.. خذي كلَّ السمك الأحمر والأزرقْ وظلّي حبيبتي.. خذي البحرَ ، والمراكبَ ، والمسافرين. وظلّي حبيبتي.. إنني أضع جميع ممتلكاتي أمامك.. ولا أفكر في حساب الربح والخسارة.. ربّما .. لم يكن عندي أرصدة في البنوك ولا آبار بترول أتغرغر بها.. وتستحمّ فيها عشيقاتي.. ربّما .. لم تكن عندي ثروة آغاخان.. ولا جزيرةٌ في عرض البحر كأوناسيس فأنا لستُ سوى شاعر.. كلُّ ثروتي.. موجودةٌ في دفاتري وفي عينيكِ الجميلتينْ.. (10) رماني حبُّكِ على أرض الدهشة هاجمني.. كرائحة امرأةٍ تدخل إلى مصعدْ.. فاجأني.. وأنا أجلس في المقهى مع قصيدة نسيتُ القصيدة.. فاجأني.. وأنا أقرأُ خطوطَ يدي نسيتُ يدي.. داهمني كديكٍ متوحّش لا يرى.. ولا يسمع إختلط ريشُه بريشي إختلطتْ صيحاتُه بصيحاتي فاجأني.. وأنا قاعدٌ على حقائبي أنتظر قطارَ الأيام.. نسيتُ القطارْ.. ونسيتُ الأيّامْ.. وسافرتُ معكِ.. إلى أرض الدهشة.. |
![]() |
![]() |
#9 |
نائب المدير العام
![]()
انثــــــــى العطور..}~
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
امرأة تمشي في داخلي
1 لا أحَدَ قَرأَ فنجاني.. إلاَّ وعرفَ أنَّكِ حبيبتي لا أَحدَ درَسَ خُطُوطَ يدي إلا واكتشفَ حروفَ اسْمِكِ الأربعهْ.. كلُّ شيء يمكنُ تكذيبُهْ إلاَّ رائحةَ امرأةٍ نُحبُّها.. كلُّ شيءٍ يمكنُ إخفاؤُهْ إلاّ خَطَواتِ امرأةٍ تتحرَّكُ في داخلنا.. كلُّ شيءٍ يمكنُ الجَدَلُ فيه.. إلا أُنوثَتكِ.. 2 أينَ أُخْفيكِ يا حبيبتي؟ نحنُ غابتان تشتعلانْ وكلُّ كاميرات التلفزيون مسلَّطةٌ علينا.. أينَ أُخبِّئكِ يا حبيبتي؟ وكلُّ الصحافيين يريدونَ أن يجعلوا منكِ نَجْمةَ الغلافْ.. ويجعلوا منّي بطلاً إغريقيّاً وفضيحةً مكتوبَهْ.. 3 أينَ أذهبُ بكِ؟ أينَ تذهبينَ بي؟ وكلُّ المقاهي تحفظُ وجوهَنا عن ظَهْر قلبْ وكلُّ الفنادق تحفظُ أسماءنا عن ظَهْر قلبْ وكلُّ الأرصفة تحفظُ موسيقى أقدامِنا عن ظَهْر قلبْ.. نحنُ مكشوفان للعالم كشُرْفَةٍ بحريَّهْ ومرئيّانِ كَسَمَكتيْنِ ذهبيَّتيْنْ.. في إناءٍ من الكريستالْ.. 4 لا أحَدَ قرأ قصائدي عنكِ.. إلاّ وعرفَ مصادرَ لغتي.. لا أحدَ سافر في كُتُبي إلا وَصَل بالسلامة إلى مرفأ عينَيْكْ لا أحَدَ أعطيتُهُ عُنْوانَ بيتي إلا توجَّهَ صَوْبَ شفتيكْ.. لا أحَدَ فتحَ جواريري إلاّ ووجدكِ نائمةً هناكَ كفرَاشَهْ.. ولا أحدَ نبشَ أوراقي.. إلاَّ وعرفَ تاريخَ حياتِكْ.. 5 علِّميني طريقةً أحبسُكِ بها في التاء المربوطَهْ وأمنعُكِ من الخروجْ.. علِّميني أن أرسمَ حول نهديْكِ دائرةً بالقَلَم البنفسجيّْ وأمنعهُمَا من الطيرانْ علِّميني طريقةً أعتقلكِ بها كالنقطة في آخر السطرْ.. علميني طريقةً أمشي بها تحت أمطار عينَيْكِ .. ولا أتبلّلْ وأشمُّ بها جسدَكِ المضمَّخَ بالبَهَارات الهنديَّة.. ولا أدوخْ.. وأتَدَحْرَجُ من مُرْتَفَعاتِ نهديْكِ الشاهقينْ.. ولا أتفتَّتْ.... 6 إرفعي يَدَيْكِ عن عاداتي الصغيرَهْ وأشيائي الصغيرَهْ.. عن القلم الذي أكتُبُ بِه.. والأوراقِ التي أُخَرْبشُ عليها.. وعَلاَّقةِ المفاتيح التي أحملها.. والقهوةِ التي أحتسيها.. ورَبْطَات العُنُق التي أقتنيها إرفعي يَدَيْكِ عن كتابتي.. فليس من المعقول أن أكتبَ بأصابعكِ وأتنفّسَ برئَتَيْكِ.. ليس من المعقول أن أضحكَ بشفَتيْكِ وأن تبكي أنتِ بعُيُوني!!. 7 إجلسي معي قليلاً.. لنُعيدَ النظرَ في خريطة الحُبّ التي رسَمْتِها بقَسْوَة فاتحٍ مَغُوليّْ.. وأنانيّةِ امرأةٍ تريدُ أن تقولَ للرجل: " كُنْ .. فيكونْ .." كلِّميني بديمقراطيَّهْ ، فذُكُورُ القبيلة في بلادي.. أتقنوا لُعْبَةَ القَمْعِ السياسيّْ ولا أريدُكِ أن تًُمارسي معي لُعْبَةَ القَمْعِ العاطفيّْ.. 8 إجلسي حتى نرى.. أينَ حدودُ عينَيْكِ؟. وأينَ حدودُ أحزاني؟. أين تبتديءُ مياهُكِ الإقليميَهْ؟ وأين ينتهي دمي؟. إجلسي حتى نتفاهَمْ.. على أيِّ جزءٍ من أجزاء جَسَدي ستتوقّفُ فتوحاتُكْ.. وفي أيِّ ساعةٍ من ساعات الليلْ ستبدأ غَزَوَاتُكْ؟ 9 إجلسي معي قليلاً.. حتى نتّفقَ على طريقة حُبٍّ لا تكونينَ فيها جاريتي.. ولا أكونُ فيها مستعمرةً صغيرَةً في قائمة مستعمراتِكْ.. التي لا تزالُ منذ القرن السابع عَشَرْ تطالبُ نهدَيْكِ بالتحرُّرْ ولا يسمعانْ.. ولا يسمعانْ.. |
![]() |
![]() |
#10 |
نائب المدير العام
![]()
انثــــــــى العطور..}~
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
رسالة حُبّ (11)-(20)
(11) أحملكُ كالوّشم على ذراع بدويّ، أَحملكِ .. كطُعْم الجُدَريّ وأتسكّع معك.. على كلّ أرصفة العالم. ليس عندي جوازُ سفر وليس عندي صورةُ فوتوغرافية منذ كنتُ في الثالثة من عمري. إنّني لا أُحبّ التصاوير.. كلّ يوم يتغيّر لونُ عيوني كلّ يوم يتغيّر مكانُ فمي كلّ يوم يتغير عددُ أسناني إنّني لا أحبّ الجلوس على كراسي المصوّرين.. ولا أحبّ الصورَ التذكارية كلّ أطفال العالم يتشابهون.. وكلّ المعذّبين في الأرض يتشابهون كأسنان المشط.. لذلك.. نقعتُ جوازَ سفري القديم.. في ماء أحزاني.. وشربتُه.. وقررتُ.. أن أطوفَ العالم على درّاجة الحريّة وبنفس الطريقة غير الشرعيّة التي تستعملها الريح عندما تسافر.. وإذا سألوني عن عُنواني أعطيتُهمْ عنوان كلّ الأرصفة التي اخترتُها مكاناً دائماً لاقامتي. وإذا سألوني عن أوراقي أريتهمْ عينيك يا حبيبتي.. فتركوني أمرُّ لأنّهم يعرفون.. أن السفر في مدائن عينيكِ.. من حقّ جميع المواطنين في العالم (12) وجهُكِ محفورٌ على ميناء ساعتي محفورٌ على عقرب الدقائق.. وعقرب الثواني.. محفورٌ على الأسابيع.. والشهور.. والسَنَواتْ.. لم يعد لي زمنٌ خصوصيّ أصبحتِ أنتِ الزمنْ. * إنتهتْ معكِ.. مملكةُ شؤوني الصغيرة. لم يعد لديَّ أشياء أملكها وحدي. لم يعد عندي زهورٌ أنسّقها وحدي. لم يعد عندي كُتُبٌ أقرؤها وحدي.. أنتِ تتدخّلين بين عيني وبين وَرَقتي. بين فمي ، وبين صوتي. بين رأسي ، وبين مخدَّتي. بين أصابعي ، وبين لُفافتي. * طبعاً.. أنا لا أشكو من سُكْناكِ فيّْ.. ومن تدخّلك في حركة يدي.. وحركة جفني.. وحركة أفكاري فحقولُ القمح لا تشكو من وفرة سنابلها وأشجارُ التين لا تضيق بعصافيرها والكؤوس لا تضيق بسكنى النبيذ الأحمر فيها. كلُّ ما أطلبه منكِ يا سيّدتي أن لا تتحرّكي في داخل قلبي كثيراً.. حتى لا أتوجّع.. (13) ليس لكِ زمانٌ حقيقي خارجَ لهفتي أنا زمانكِ ليس لكِ أبعادٌ واضحة خارج امتداد ذراعيّ أنا أبعادُكِ كلّها زواياك ودوائرك.. خُطوطُكِ المنحنية.. وخُطوطُكِ المستقيمة. يومَ دخلتِ إلى غابات صدري دخلتِ إلى الحريّة يومَ خرجتِ منها صرتِ جارية.. واشتراكِ شيخُ القبيلة. * أنا علّمتُكِ أسماءَ الشجرْ وحوارَ الصراصير الليليّة وأعطيتكِ عناوينَ النجوم البعيدة. أنا أدخلتكِ مدرسةَ الربيع وعلّمتكِ لغة الطير وأبجديَّةَ الينابيع. أنا كتبتُكِ على دفاتر المطرْ وشراشف الثلج ، وأكواز الصنوبر وعلّمتُكِ كيف تكلّمين الأرانبَ والثعالب.. وكيف تمشّطين صُوفَ الخِراف الربيعيَّة. أنا أطلعتُكِ.. على مكاتيب العصافير التي لم تُنْشَرْ وأعطيتُكِ .. خرائطَ الصيف والشتاء.. لتتعلّمي .. كيف ترتفع السنابلْ وتزقزقُ الصيصانُ البيضاءْ.. وتتزوّج الأسماكُ بعضَها.. ويتدفّق الحليبُ من ثدي القمرْ.. لكنّكِ .. تعبتِ من حصان الحريّة فرماكِ حصانُ الحريّة تعبتِ من غابات صدري ومن سمفونية الصراصير الليليّة تعبتِ من النوم عاريةً.. فوق شراشف القمر.. فتركتِ الغابة.. ليأكلكِ الذئب.. ويفترسَكِ ــ على سُنَّة الله ورسُوله شيخُ القبيلة.. (14) السنتان اللتان كنتِ فيهما حبيبتي هما أهمُّ صفحتين.. في كتاب الحبّ المعاصرْ. كلُّ الصفحات ، قبلَهما ، بيضاء وكلُّ الصفحات ، بعدَهما ، بيضاءْ إنّهما خطّ الاستواء المارّ بين فمي وفمك وهُما المقياس الزمنيّ الذي تعتمده المراصد وتُضبطُ عليه كلّ ساعات العالم.. (15) كُلّما طالَ شَعْرُكِ طالَ عُمْري.. كُلَّما رأَيتُهُ منثوراً على كتفيكِ لوحةً مرسومةً بالفحم، والحبر الصينيّ.. وأجنحة السنُونُو حوَّطتُهُ بكلّ أسماء الله.. هل تعرفين؟ لماذا أستميتُ في عبادة شَعْرك.. لأنّ تفاصيلَ قصّتنا من أوّل سطر إلى آخر سطرٍ فيها منقوشةٌ عليه.. شعرُكِ .. هو دفترُ مذكّراتنا فلا تتركي أحداً.. يسرقُ هذا الدفترْ.. (16) عندما تضعين رأسكِ على كَتِفي.. وأنا أسوق سيّارتي تترك النجومُ مداراتها وتنزل بالألوف.. لتتزحلق على النوافذ الزجاجيّة.. وينزل القمر.. ليستوطنَ على كَتِفي.. عندئذ.. يصبح التدخينُ معكِ مُتْعة.. والحوارُ متعة والسكوتُ متعة والضَياعُ في الطُرُقاتِ الشتائيهْ التي لا أسماء لها.. متعة. وأتمنّى .. لو نبقى هكذا إلى الأبد المطر يُغنّي.. ومَسَّاحات المطر تُغنّي ورأسك الصغير، متكمّشٌ بأعشاب صدري كفراشةٍ إفريقية ملوّنة ترفض أن تطير.. (17) كُلَّما رأيتُكِ.. أيأسُ من قصائدي. إنّني لا أيأس من قصائدي إلا حين أكونُ معك.. جميلةٌ أنتِ .. إلى درجةِ أنّني حين أفكّر بروعتك .. ألهث.. تلهث لغتي.. وتلهث مُفْرَداتي.. خلّصيني من هذا الإشكال.. كُوني أقلّ جمالاً... حتى أستردَّ شاعريتي كُوني امرأةً عادية.. تتكحّل .. وتتعطّر .. وتحبل .. وتلِدْ كُوني امرأةً مثلَ كلّ النساء.. حتى أتصالح مع لغتي.. ومع فمي.. (18) لستُ معلِّماً.. لأعلّمك كيف تُحبّينْ. فالأسماك، لا تحتاج إلى معلِّمْ لتتعلَّمَ كيف تسبحْ.. والعصافير، لا تحتاج إلى معلِّمْ لتتعلّمَ كيف تطير.. إسبحي وحدَكِ.. وطيري وحدَكِ.. إن الحبّ ليس له دفاتر.. وأعظمُ عشّاق التاريخ.. كانوا لا يعرفون القراءة.. (19) دعي بورجوازيَّتكِ ، يا سيّدتي وسريرَ لويس السادس عشر الذي تنامين عليه.. دعي عطورَك الفرنسية وحقائبك المصنوعة من جلد التمساح.. واتبعيني.. إلى جُزُر المطر.. والأناناسْ.. والتوابل الحارقة.. حيث مياه السواحل ساخنة كجسدك.. وثمار المانغو.. مستديرة كنهديكِ.. إرمي كلَّ شيء وراءك.. واقفزي على صدري.. كسنجاب إفريقي.. فأنا يعجبني.. أن تتركي خدشاً واحداً على سطح جلدي. أو جرحاً واحداً على زاوية فمي.. أتباهى به.. أمام رجال العشيرة.. آهِ .. يا امرأةَ التردّد .. والبرودْ يا امرأة ماكس فاكتور.. وإليزابيت آردنْ متحضِّرة أنتِ إلى درجة لا تحتملْ.. تجلسين على طاولة الحب.. وتأكلين بالشوكة والسكّينْ أما أنا يا سيّدتي.. فبدويّ يختزن في شفتيه عصوراً من العطش.. ويخبّئ تحت عباءته ملايينَ الشموس.. فلا تغضبي منّي.. إذا خالفتُ آدابَ المائدة ونزعتُ عن رقبتي الفوطةَ البيضاء وعرَّيتكِ من ملابسك التنكّرية وعلّمتكِ .. كيف تأكلين بكلتا يديكِ وتعشقين بكلتا يديكِ وتركضين على رمال صدري كمهْرةٍ بيضاءْ تصهل في البادية.. |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
موسوعة, نزار, شعر, قباني |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|