|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||
|
||||||||||
![]() كبرياء فراشة بين تلك الجبال الشاسعة ..والغيم بقطر الندى أضفى السحر والبهاء ....وريح راقصت النسيم بتمايل و ضياء ..بتلك المنحدرات الضيقة و السهول والمروج ..خلف تلك الأسوار القديمة ...كانت هناك مملكة الفراشات ..لها عالمها الخاص بها ...و يومياتها النادرة كذلك ...أشبه بالأسطورة بدفاتر الزمن الماض ..و حكاية قصت دوما ..ولم يجف حبرها دوما ...كان الجد والإلتزام قانون تلك المملكة ..فهي تخبأ قلبها و شريان حياتها ..بدولاب سري ..لم يوضع سوى في قلب تلك الفراشة التي فتحت شرنقتها في ذلك اليوم السعيد ..الذي أفرح عائلتها كلها وجميع من كان يشهد تلك اللحظة الحساسة .. ..حضنتها أمها بكل حنان فهي أول وجه تراه في حياتها ..هي النبض الذي كان تسع له الدنيا ..الدموع لم تخفى أبدا ..فهي لحن و رنيم العشق الكبير ...بدات تلك الصغيرة تكبر شيئا فشيئا ..قد كانت غاية في الجمال ..عيناها الواسعتين ..و شفتاها الدافئتين ..و قلبها المعطر بمعاني البر و الطيبة و الطاعة ..هذا جعلها مقربة للجميع ..و محبوبتهم ..إلا إخوتها فقد كان البرود يميز علاقتهم معها ..علها الغيرة المتقدة بأفئدتهم أعمت أبصارهم وجعلتهم قساة معها ..في. كل خطأ تقع فيه ..غير أنها كانت متسامحة جدا ..و تطوي ذاك الألم ..بين رفوف الزمن ..وتمضي برشاقتها الفاتنة ..تعانق تلك البساتين الرائعة ..بالليل كان جدها يقص عليها بكتاب التاريخ ..عن ألد أعدائهم الأبدي ..ألا وهو الدبور الذي ..يعيش من وراء الجبال المجاورة ..و يكن حقدا دفينا ..فلم يسلموا منه أبدا ..فكم من مرة أغار عليهم ..و شتت كل ريعهم الذي بذلوا من أجله ..جهدا عظيما .... مع توالي الأيام و النضج قد بلغ ذروته لتلك الفراشة التي أصبحت سيدة الجمال..بالمملكة كلها ...غير أن الشؤم كان في طريقه ...قادم من وراء تلك الجبال ..بصباح مشرق والشمس أرخت خيوطها الذهبية ..ذهب الجميع إلى عملهم وتركت لوحدها .. في مهمة حماية المملكة التي تتكفل بها لأول مرة في حياتها ...هذا لم يدب فيها الخوف أبدا ..فالثقة و الإرادة اللتا جبلتا عليها ..كانا لها سندا ...كان الهدوء مخيما ..وهي تذهب وتاتي في دوريات إستطلاعية ..في أخر دورة ..إكتشفت أن الدبابير تخطط لهجوم جديد ..فما كان منها الا ان بعثت إشارة لإخوتها من بعيد ..لكن لم يأبهوا لها إطلاقا ..بل حتى أنهم وبخوها ..وقالوا لها إرجعي من حيث أتيتي ..فإستجمعت قواها ..و بشجاعة و ذكاء ..إستطاعت تشتيت تلك الدبابير و ثنيها عن خطتها ..ونجحت في ذلك ..وعادت منهكة و جسمها لا يقوى على حملها ..في المساء ..عاد الجميع و لما أخبرتهم بما حصل زادت قيمتها في عيونهم و أثنوا عليها كثيرا ..هذا الشيء لم يمر مرور الكرام على إخوتها ..فقد دبروا مكيدة للتخلص منها ...فقد أوهموها بأن تذهب معهم لجلب إحتياجات تخص المملكة ..وهناك قاموا بإلقائها بغيابات الجب ..حيث الظلمة تفترش أغصانها الداكنة ..و الصمت الحزين يسطر لغته البسيطة ..تركوها والقهقهة لم تفارقهم أبدا .. فالان سيختفي ذاك الصوت المزعج والروح المرحة ..كم كانت تلك اللحظات قاسية ..والليل خيم بسدوله الغامضة ..والأسئلة لم تفارقها لمت فعلوا هذا ..ماذا فعلت لهم ...فلم تلبث أن لملمت كيانها التائه وراء تلك الفراغات المشتتة و إستطاعت الخروج من هناك.. ومشت بخطى متثاقلة و الجرح الذي سكن القلب ...إلتف بعروقها الضعيفة ..و الحيرة بادية عليها ..و البعد والشوق لأمها المفجوعة التي أخبرها إخواتها أن الدبابير قتلتها و أصبحت إسم ماض طويت صفحته ...قربت من الوصول للملكة ..للحضن الذي اشتاقت له ..عادت والكبرياء عنوانها الجديد ..و الشموخ سطور صفحتها الجديدة ..من أجل ذاك الجمال ..من أجل كل من أحبوها بإخلاص ..رغم غدر القريب ..رغم كل شيء ..رغم كل شيء ... ![]()
??????? ??? ????
|
![]() |
#2 |
المدير العام
لبـــنان
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
قصة رائعه كــ أنتِ
كم استمتعت بالوصف الرائع بين مشاعر الفراشة وقوتها التي ليس لها مثيل باذخه في انتقائك الفاخر لروحك قلائد الفرح |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
#4 | |
:: غــلا مـتـألـق ::
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
أنرتِ متصفحي عزيزتي
شكراً لإطْلالَتِك النّقيةْ وديِ و ورديِ |
|
![]() |
![]() |
#5 |
:: غــلا مـتـألـق ::
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() سلمت ودمت بكل الود والسعادة
تحياتي ومودتي واحترامي |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|